تصالح مع ذاتك وأرجع السلام الداخلي لنفسك
تعتبر مسألة تصالح المرء مع ذاته وتحقيق السلام الداخلي مع نفسه من الأمور التي باتت صعبة نوعاً ما في عصرنا الحالي.
إذ إننا أصبحنا نادراً ما نجلس مع ذاتنا دون أن نفكر في مسائل العمل أو في أمورنا العائلية أو في مستقبلنا والأيام القادمة.
ولكن أثبت الخبراء مؤخراً أننا لنكون قادرين على مواجهة الحياة بكل صعوباتها وتعقيداتها ولحظات التوتر فيها يجب أن نكون متصالحين مع ذاتنا وواثقين من أنفسنا وقدراتنا.
هذا وإنه من الضروري أن يعطي كل شخص منا نفسه القليل من الوقت لكي يتواصل مع ذاته ومع مشاعره وأحلامه.
وبذلك فإن الشخص هنا يكون قادراً على أن يعيش حياةً جيدة وصحية بعيداً عن التوتر والإجهاد النفسي إذ إن الحالة النفسية الجيدة تنعكس وبشكل تلقائي على الصحة الفيزيولوجية والبدنية لدى الفرد.
فالحالة النفسية الجيّدة هي الأساس في قدرة المرء ليس فقط على مواجهة أموره الحياتية بشكل جيد بل إنما تساعده أيضاً على المحافظة على صحة جيدة بعيداً عن أمراض العصر كأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم.
وقامت الخبيرة جولي باين بتحديد أكثر الأمور التي تساعدنا على تحقيق حالة من السلام الداخلي والتصالح مع الذات وهي:
كن شاكراً للأمور الجميلة في حياتك
إن أهمّ خطوة يقوم بها الشخص ليكون متصالحاً مع ذاته هي أن يكون شاكراً للأمور الجميلة التي ينعم بها مهما كان يرى أنها بسيطة.
وقالت الخبيرة جولي باين إنه يجب أن تخصَّص عشر دقائق كل يوم في الصباح عندما تستيقظ لأن تشكر الله على كل النعم التي منحك إياها.
وأضافت أنه من الضروري أن تذكر خلال هذه الفترة عند الصباح كلَّ النعم في حياتك مهما بدت لك بسيطة وأن تفكر كم أنت سعيد بهذه النعم في حياتك.
ويعتبر شعورك بالامتنان لجميع النعم الموجودة في حياتك من أهم المشاعر التي تحقق صفاء الذهن خلال يومك كله.
هذا وإن الشعور بالامتنان قادر وبشكل كبير على التخفيف من نسبة الهرمونات المرتبطة بالإجهاد النفسي خلال اليوم وبالتالي فإنه يساعد على النوم بهناء أثناء الليل.
اعترف بأهمية النوم
يمكن أحياناً أن ننظر إلى النوم على أنه من أحد الأمور التي يمكن أن تضيع من وقتنا حيث إننا إجمالاً ما نمضي نصف حياتنا تقريباً في النوم.
ولكن النوم لا يعتبر أبداً مسألة ضعف كما أنه لا يستنزف أبداً جزءاً من حياتنا.
وأوضحت الخبيرة جولي أن جسم الإنسان مبرمج وبشكل وراثي لأن يقضي ثلث حياته في النوم.
كما أن الإنسان ينام عبر ثلاث مراحل يبدأ أولاً بالنوم الخفيف ومن ثم تبدأ مرحلة النوم العميق ثم تأتي مرحلة النوم الذي ينشط الدماغ.
هذا وإن كل مرحلة من المراحل تؤثر وبشكل كبير على الدماغ والتفكير والذاكرة بالإضافة إلى أنها تؤثر على النمو وجهاز المناعة وعلى وزن الشخص.
ولذلك يجب أن يأخذ الشخص كلَّ ليلة كفايته من النوم لكي يكون قادراً على تحقيق السلام الداخلي والراحة النفسية.
واجه الفوضى التي تحارب دماغك
إن أسوأ الأمور التي يمكن أن تؤثر على السلام الداخلي لدى الشخص هي الفوضى السلبية التي تفتك بالدماغ.
وفي كثير من الأحيان يمكن أن نجلب التوتر والإجهاد النفسي لأنفسنا دون أن ندري.
إذ إننا نادراً ما نجلس قليلاً محافظين على صفاء ذهننا دون أن نفكر بالفواتير التي يجب أن ندفعها وأمور العمل والأمور التي تتعلق بالأطفال.
وقالت الخبيرة جولي إننا يجب أن نخصّص بعض الوقت لمناقشة الأمور التي تتعلق بالأطفال أما العمل فإنه يجب أن نفكر فيه أثناء ساعات العمل فقط.
وأضافت "لاحظ في المرة القادمة التي تبدأ فيها بالتفكير في الأمور السلبية كالفواتير أو العمل أو الأطفال أن تحاول أن تشغل نفسك بأمور أخرى كالاعتناء بحوض من النباتات أو بالاتصال بأحد الأصدقاء".
أصدقاؤك هم كنزك الثمين
بيَّنت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يملكون أصدقاء حقيقيين وعلاقتهم بهم جيدة كان ذهنهم أكثر صفاءً وأبدوا حالة من السلام الداخلي والتصالح مع الذات.
هذا وأكدت دراسة أجريت على مجموعة من النساء أن اللواتي كان لديهن أصدقاء حقيقيين كانت علاقتهن بأطفالهن جيّدة بالإضافة إلى أنهن كنَّ أكثر إقبالاً على الحياة.
وأشارت الخبيرة جولي إلى أن الأصدقاء الحقيقيين في حياتنا قادرون على أن يرفعوا من نسبة الأوكسيتوسين والتي تخمد من تأثير هرمون الكورتيسول وهو الهرمون المسؤول عن الإجهاد النفسي والتوتر.
ولذلك فإن الأصدقاء يساعدوننا على أن نكون أكثر تصالحاً مع ذاتنا وقادرين على مواجهة الحياة بشكل أكثر تفاؤلاً.
أعط نفسك الفرصة للخيال
على الرغم من أن الكثير من الناس قد لا يعطون الخيال أهمية وتأثيراً على حياة الفرد، إلا أنه قادر فعلاً أن يزوّد الشخص بالسلام الداخلي والراحة النفسية .
يمكن من وقت لآخر أن تدع لخيالك الفرصة لكي يحلق بعيداً حيث إن الخيال يمكن أن يساعد بشكل كبير على تهدئة وصفاء الروح.
وفي بعض الأحيان يمكن أن يحثك خيالك على تحقيق بعض من الأهداف التي تخطط لها. هذا وإن الأحلام قادرة على تهدئة الجهاز العصبي في الجسم وأن تعطي الراحة النفسية للشخص.
وأوضحت الخبيرة جولي أن التخيُّل يكون قادراً على أن يخفف من نسبة الأدرينالين في الجسم وبالتالي يساعدك على النوم بهناء وهدوء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق